بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد :
على الرغم من الأهمية البالغة لتخطيط عملية التــدريس ، وما يتضـمنه ذلك من تأكيد على ضرورة اكتسـاب المعلـم لمجموعة من المهارات التي تتعلق بالتفكير في الممارسـات أو الإجراءات التي ينبغي عليه اتباعها لتحقيق أهداف دروسه،فإن تلك المهارات ليست كافية في حد ذاتها لإيجاد المعلم الماهر في غرفة الصف .فممارسة التدريس أمر مختلف تمام الاختلاف عن الحديث عنه ،أو التخطيط له ، وترتبط الممارسات التدريسية لأغلب المعلمين بما ألفوه هم من ممارسات تدريسية عندما كانوا طلابا في مراحل تعليمهم المختلفة ويميل أغلب الناس بطبيعة الحال إلى تقبل المألوف وعدم الرغبة في خوض تجارب جديدة قد لاتكون مضمونة النتائج . فعلى المعلم الاهتمام بإخراج نفسه من ذلك القالب الذي تأثر به عن نفسه تلك الممارسات التدريسية التي تعكس فهم التدريس على أنه مجرد نقل للتراث المعرفي من الكبار إلى الصغار، إلى ممارسات جديدة تعكس فهم التدريس على أنه عمليات عديدة تهدف إلى نمو المتعلم من خلال نشاطه هو مترافقا مع نشاط المعلم ويتم عمل المتعلم بتوجيه وارشاد من المعلم.عن طريق ما يسمى بطرائق التدريس …وأخرى ..استراتيجيات التدريس .
و من أعظم الأخطاء التربوية أن يكون أمام تلميذك سبيل طبيعي إلى لمس الحقيقة العلمية ثم تثنيه عنها بما تفرض عليه من الفهم بمركز السيطرة والإجبار ،وذلك ما يفعله بعض المعلمين عند قيامهم بالتدريس إلى إلقاء معلومة بسيطة أو قصيرة ثم يطلب من تلميذه ، أو تلاميذه ترديدها أو تكرارها .ومنهم من ينتهج نهجاً مغايراً فيشرح المعلومات في تواصل مستمر حتى ينتهي وقت الدرس …ومنهم من يعمد إلى المناقشة المستمرة والحوار الدائم … ومنهم من يستعمل وسائل تعليمية في أثناء عمله …دون تحديد … وهذا ما يعرف بطرائق التدريس في الاختلاف بين المعلمين …
إن طرائق التدريس كانت ولازالت ذات أهميه خاصة بالنسبة لعملية التدريس الصفي ولذلك فقد ركز التربويون الجزء الأكبر من جهودهم البحثية طوال القرن الحالي على طرق التدريس المختلفة وفوائدها في تحقيق مخرجات تعليمية مرغوبة لدى الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة. أدى هذا الاهتمام بطرق التدريس إلى انتشار القول بأن المعلم الناجح ما هو إلا طريقة ناجحة، وعمد القائمون على تدريب المعلمين إلى تدريب طلابهم على استخدام طرق التدريس المختلفة التي تحقق أهداف التدريس بيسر ونجاح ، ولذلك فإن أقدم ما تردد من تعريفات لطريقة التدريس يشير إلى كونها:- أيسر السبل للتعليم والتعلم .
إن مفهوم طريقة التدريس يشير إلى ما يتبعه المعلم من خطوات متسلسلة متتالية ومترابطة لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف تعليمية محدودة … هل هو الضمان لجودة طريقة التدريس ؟غير صحيح فلا يوجد أي ضمان لجودة طريقة معينة للتدريس إلا المعلم ذاته وعلى العوامل التالية :
• اختيار طريقة مناسبة لأهداف موضوعه .
• لديه مهارات تدريسية لتنفيذها .
• ما حباه الله من سمات طبيعية بشخصيته …
وهنــاك طــرائق تــدريــس منـهــــا /
1- طرق تدريس عامة يحتاجها الجميع .
2- طرق تدريس خاصة يحتاجها أهل التخصصات .
وهناك عدة منها ( الإلقائية ، القياسية ، الاستقرائية ، الحوارية ……) طرق أساسية لا يمكن أن يستغني المعلم في تدريس أجزاء محتوى مادة تخصصه .
وهناك طرق تدريس أخرى كثيرة منها :
• الطريقة التركيبية _ أسلوب هجائي _ صوتي _ الحروف …
• الطريقة التحليلية _ أسلوب الكلمة والجملة وخطواتهما …
• الرحلات _ حصيلة لغوية _ مفردات جديدة …
• اللعب الدرامي _ زيادة نموه ، الاتصال ، لعب الأدوار …
• الاستماع إلى القصص والأشعار والأغاني والأناشيد _ أحبها إليه
فهو يتخيل ، وتنمية الثروة اللغوية …
• الألعاب الهجائية ـ بطريقة البطاقات ، أعمدة ، اختيار الكلمات بعناية …
• استخدام الدمى الدراما الإبداعية ـ من أفكار الطفل آراءه ،في مجموعات ، تنمي مهاراتهم اليدوية ، ونزعتهم الإحيائية ، وحب التعاون والجماعة …
• استخدام مواد اللغة المكتوبة ـ الكتاب … تحريك اليد اليمين إلى اليسار … بطاقات تحتهاخط …
فعملية التدريس في واقعها الفعلي ما هي إلا تتابع مجموعة من طرق التدريس المتنوعة التي تحقق أغراض الموقف التعليمي وطالما أن هذا الموقف عادة ما يكون متنوعة الأهداف ، فلا بد من تنوع الطرق المتبعة لتحقيق تلك الأهداف ،فمن واجبات المعلم الأساسية أن يقوم باختيار الطريقة أو الطرق المناسبة لتدريس الموضوع الذي ينوي تدريسه وفي سبيل إنجاز ذلك فإن على المعلم أن يسأل نفسه الأسئلة التالية :
1-هل تحقق الطريقة أهداف الدرس ؟
2- هل تثير الانتباه والرغبة في التعلم ؟
3-. هل تحافظ على نشاطهم ومواصلة التعلم ؟
4-. هل تنجم مع محتوى المعلومات ؟
إذا كانت الإجابة ( بنعم )… أو.. (إلى حد ما ) فإن طريقة تدريسه صالحة ، أما إذا كانت الإجابة ( لا ) على معظم الأسئلة السابقة فإن على المعلم أن يغير من طريقته ويستبدل بها أخرى ويطبق عليها الأسئلة …
فعلينا معشر المعلمين اختيار الطريقة التي تعتمد على الموقف داخل الفصل وهذه الطريقة تتوقف على أمرين هامين :
1-. تتوقف على المعلم ومقدار معلوماته وخبراته السابقة .
2-تتوقف على الطفل وحالته واستعداداته وقدراته ومعلوماته وتقدمه .
ولتحديد الطريقة المناسبة توجد عدة معايير ومنها :
المعيار الأول : يجب أن تكون الطريقة قائمة على ما توصل إليه علم النفس الحديث …
• الاهتمام بالتلميذ … -تشجيعه على التعرف على الأهداف…
• الفروق الفردية بينهم … -نمو المهارات الأساسية …
• خبرات المستوى … -فهماً للتعليم أنه تغير في السلوك …
المعيار الثاني : يجب أن تكون الطريقة قائمة على التعاون طبقاً لهذا المفهوم :
• التعاون بين المعلم والتلميذ في التخطيط والتنفيذ والتقويم … -حرية التلميذ ودور المعلم في إرشاده …
• المشاركة في حل المشكلات … -التعاون والعمل في تطوير المهارات … - تنمية المهارات …
المعيار الثالث : يجب أن تكون الطريقة خادمة للأهداف العامة للمدرسة :
• تنمية جميع جوانب التلميذ … -التوجيه إلى مجتمعه وأمته والعالم …
• تحقق الأمن والقبول لجميع التلاميذ … -تعكس الطريقة فهم المهارات وتدريس الأساسيات …
• تكون الطريقة وسيلة لتنمية الذكاء والروح العلمية …
استراتيجية التدريس : الإستراتيجية هو مصطلح عسكري يقصد به فن استخدام الإمكانات والمواد المتاحة بطريقة مثلى تحقق الأهداف المرجوة ، ولعلنا نخلص مما سبق إلى أن استراتيجية التدريس هي سياق من طرق التدريس الخاصة والعامة المتداخلة والمناسبة لأهداف الموقف التدريسي ، والتي يمكن من خلالها تحقيق أهداف ذلك الموقف بأقل الإمكانات وعلى أجود مستوى ممكن لينتج ما يسمى إجراءات التدريس أو استراتيجيته والتي تمثل في الواقع الحقيقي ما يحدث في غرفة الصف من استغلال إمكانات معينة لتحقيق المخرجات التعليمية المرغوبة لدى الطلاب . وبالله التوفيق
{ التــــقويم }
التقويم _ بصفة عامة _عملية يقوم بها فرد أو جماعة لمعرفة مدى النجاح أو الفشل في تحقيق عمل ما .
ووفقا لهذا المفهوم ، فإن تقويم التدريس عملية نقوم بها لتحديد مدى النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف التي يتضمنها المنهج أو أجزاء محدودة منه ،أو الني تتصدر درسا أو مجموعة دروس ، وكذلك تحديد نقاط القوة أو الضعف ،مما يعين على تحقيق الأهداف المنشودة في أحسن صورة ممكنة .والتقويم عملية هامة ، ليس فقط في مجال التربية ، وإنما في جميع المجالات …فطالما ظل الإنسان يقوم بعمل ما ،فإن عليه أن يعرف نتيجة هذا العمل … يعزز جوانب القوة ..ويعالج جوانب الضعف .
فالتقويم عملية شاملة لجميع جوانب النمو تهتم بالتشخيص والعلاج .. والنوع أو الكيف ..
والقياس عملية جزئية ينصب على جانب معين ، وتركز وتهتم بالكم وقيِاس نتائج للشيء دون ربطه
وتتم عملية تقويم الطلاب من خلال ثلاث خطوات رئيسة هي :
• تحديد الأهداف التربوية تحديداً دقيقاً .
• استخدام أدوات دقيقة لقياس سلوك الطلاب المحدد في تلك الأهداف .
• مقارنة النتائج بالأهداف السابق تحديدها للتعلم .
ميادين التقويم/ تشمل تقويم الأهداف التربوية العريضة ، وتقويم مكونات المنهج ، من مقررات وطرق تدريس ووسائل وانشطة فضلاً عن اهتمام التقويم بالمعلم مع الطالب والمشرف الفني والمباني … وغيرها
أنماط التقويم :
أولا : التقويم التشخيصي … يعد التقويم التشخيصي نمطا قليل الشيوع لدى معلمينا إذ أن هذا النوع من التقويم لا يتم بعد نهاية التدريس كما هو مألوف وإنما يتم قبل البدء في التعلم وربما في أثناءه أحيانا بعد الانتهاء منه أيضاً وعلى الرغم مما يتطلبه هذا النوع من جهد شاق إلا أنه يساعد على تحسين التدريس وتقديم التغذية الراجعة لعمل المعلم من آن لآخر ، ويشمل نوعين هما إجراءات التقويم القبلي … قبل البدء بالتدريس جمع المعلومات الاستعداد …الميول .
إجراءات التقويم التكويني … يزود المعلم تغذية راجعة لطلابه حول أخطاءهم … تقدمهم…
ثانيا : التقويم النهائي … يعد التقويم الكلي أو النهائي أكثر أنماط التقويم ألفة للمعلمين والمتعلمين على السواء … في نهاية كل فصل دراسي وقد يستخدم هذا النوع بعد الانتهاء من تدريس وحدة كبيرة من المقرر مما يعني أنه يستهدف الحصول على تقدير عام لتحصيل الطلاب أو تحديد مستواهم النهائي عقب نهاية التعلم . فعلينا أيجاد التوازن في التقويم بما يضمن المحافظة على القدر المرغوب من الأهداف التربوية العريضة التي تركز على تربية الجماعة المتعاونة التي تسودها روح المحبة والمودة والتعاون والوفاء والقدرة على العمل الجماعي .
ومن هذا نجد أن التقويم ينقسم إلى عدة أقسام :
بحسب الغرض : تشكيلي مدى تحقيق الأهداف بصورة مرحلية … أو ختامي … أو تشخيصي كشف وعلاج
من حيث تفسير النتائج : تقويم معياري المرجع وصعب تطبيقه أو محكي المرجع قد يكون كمي أو زمني أو نوعي
من حيث الطريقة : تقويم وصفي نوعي معاينة الطلاب في فترتين ، تقويم كمي رقمي معياري ،ما يوجد يقاس .
الـمحتــــوى
المحتوى هو المادة المعرفية أو المهارية أو الوجدانية المتضمنة في الدرس ،وهذه المادة غالباً ما توجد على شكل سياق يتضمن معلومات (أو مهارات ) أساسية ينبغي تعليمها للطلاب ،بالإضافة إلى معلومات (أو مهارات ) غير أساسية ،كتبت بهدف التمهيد أو الربط ،وهذه المعلومات (أو المهارات) غير الأساسية سبق للطلاب معرفتها ،كما قد توجد بعض المعلومات التي لم يسبق للطالب معرفتها وهي موجودة في السياق بهدف الشرح والتوضيح ،إلا أنها ليست المعلومات الأساسية للدرس ،وإحصاء المعلومات (أو المهارات) الأساسية وكتابتها منفصلة دون سواها هو ما يعرف بتحليل مادة الدرس أو تحليل المحتوى .وعندما يقوم المعلم بقراءة متأنية لمادة أحد الدروس في الكتاب المقرر فإن عليه أن يفكر في الإجابة عن الأسئلة التالية :
1- هل كل ما كتب في الدرس يمثل معلومات جديدة تماماً على التلاميذ ؟
2- لماذا كتبت بعض المعلومات التي سبق للطلاب معرفتها ضمن محتوى الدرس ؟
3- ما لمعلومات الأساسية في هذا الدرس ؟ هل يمكن تحديدها وكتابتها منفصلة ؟
4- هل المعلومات الأساسية للدرس متساوية من حيث درجة أهميتها ؟
وفي بعض المجالات الدراسية كالتربية الفنية أو التربية الرياضية أو الهندسة مثلاً يكون المحتوى منصباً على المهارات ولبس على المعارف ،ولذلك فإن تحليل المحتوى في هذه الحالة تحديد مهارات . أمثلة :
رسم مثلث متساوي الساقين ،القفز من الثبات ،تنسيق الألوان ،تنطيط الكرة ،ومثل هذا المحتوى يعرف بالمهارات ،والمهارات فيه مهارات مركبة فعلى المعلم تصنيف مادته المهارات مركبة وأخرى بسيطة ،حيث يحتاج عند تخطيط التدريس إلى تحليل المهارة المركبة إلى مجموعة من المهارات البسيطة.
وهكذا نرى أن عملية تحليل مادة الدرس تعد أحد المراحل الأساسية لتعرف المعلم المعارف والمهارات الأساسية التي سيدور حولها الدرس ،والتي سيوجه تعلم طلابه نحوها دون غيرها من المعارف أو المهارات الأخرى التي دونت في الكتاب المقرر ربما بغرض التمهيد للموضوع أو لإثراء مادته ،وربطها بسياق معرفي أو مهاري متكامل .
Bookmarks